تصريح المُخرج
يتألف هذا الفيلم من عدّة مقاطع مترابطة في بنية دائرية، من البحر إلى البحر
معالمٌ وشهادات. لن نرى وجوهًا، سنسمع أصواتاً فقط. هناك أسباب كثيرة لهذا، ولكن السبب الرئيسي هو أن هذا الفيلم يتحدث عن الإخفاء، ظاهرة تُطارد الصورة، ورؤية لم تتحقق بعد. ثانيًا، إنه فيلمٌ عن أماكن، أماكن تحتفظ بالمجازر والقتل
تحتفظ بها أيّ أنها تحافظ عليها، فهي حاملة للأدلة، ولكنها أيضًا لا تُظهر أي أثر، وبالتالي تحجب عنا الإقرار بهذه الجرائم، وتمنعنا من جعلها علنية
تحكي أصوات الناجين والشّهود والسكان المحليين قصصًا عن العنف والإخفاء القسري
تتحرك الكاميرا ببطء، أو لا تتحرك على الإطلاق، عبر المعالم التي تبدو وكأنها تتكلّم عن هذه الجرائم. معالم ريفية أو مدنية، عادية، منعزلة أو مزدحمة، مكتظة أو قاحلة، ولكن جميعها تتحدث بصمت ٍعن الرفات التي تحتفظ بها
تقول الكاميرا: الحياة تستمر
وتقول الأصوات: توقف! لا يمكنها أن تستمر
هناك آثار لأرشيف، لكنه لا يؤدي إلى أي شيء واضح، فلا يوضّح أو يبيّن. على العكس، يصبح القليل منه أكثر أهمية من ما يظهره. إنه يظهر القليل على أي حال، ولكنه يعطينا ملمساً لشيء من الماضي
نبدأ مع البحر الأزرق الهائج، حيث تم إلقاء جثث المخطوفين. الماء شفاف، لكن لا يمكن رؤية الجثث. وننتهي بالبحر ونُدوب انفجار الرابع من آب. وما بين الموجات، تُحيي أنفاس الأصوات المختلفة المعالم السّاكنة، معيدةً إلى الوجود العنف الذي كان من المفترض أن يبقى مخفيّاً